تاريخ آلة البيانو وعباقرة الموسيقى
تعتبر آلة البيانو من الآلات التي تشبه بألة القانون . وهي آ لة ذات مفاتيح يتم إصدار الصوت فيها من خلال المفاتيح التي تطرق على الأوتار وعن أ هتزاز ثلاثة أوتار مشدودة على نفس التردد من حيث أن كل علامة موسيقية ناتجة سبعة أوكتفات وربع يبلغ طولها 270 سم ومجالها الصوتي . وتعريف الة البيانو هي مختصر كلمة ( بيانو فورتا ) وهي كلمتان إيطاليتان تعنيان ( لين وشد ) وهي من الآلات الأوربية الوترية . اخترعها كريستوفرد الإيطالي في أوائل القرن الثامن عشر وهو في الحقيقة ثمرة أ بحاث قام بها عدد من الفنيين والصناعيين وتطورت من عدة الآت أهمها الكلافيكورد والكلافيسان . وهي تطرق الآوتار بمطارق وهذا هو الفارق الأساسي بين البيانو وبين الكلافيسان الذي عرف بأنه يتألف من طبقتين من المفاتيح ومن أ وتار معدنية لكل نوتة وتران أو ثلاثة تنقر بريشة غراب آو لسان من الجلد مسنن فور لمس المفتاح . ونشأ البيانو في أوربا نتيجة آ لة الهاربسيكورد . وقد آستخدم في تأليف المقطوعات الموسيقية . وتعتبر آ لة البيانو آ لة المؤلف الموسيقي في القرن الثامن عشر والتاسع عشر في الآوركسترا . امثال شوبان ، وموتسارت ، وبيتهوفن . ويستخدم البيانو في فرق عديدة مع مشاهير الموسيقى ويتم العزف بشكل الانفرادي على الة البيانو . أو ظمن موسيقى الجاز وكذلك يستخدم كألة مرافقة لالة الكمان آو لغيرها من الآلات .
ومن اشهر الموسيقيين المشهورين والذين ألفو مقطوعات موسيقية لآلة الكلافيسان وتعتبر مؤلفاته من قمة الموسيقى هذا العبقري الكبير ومؤلف السيمفونيات التي تحركنا وتسيرنا دائما وتعتبر أ عظم ما أ نتجته اليد البشرية حتى وقتنا هذا . هو لودفيج فان بيتهوفن ، ولد في المانيا عام 1770 من عائلة موسيقية فتلقن دروسه على يد أ بيه وقد عكف منذ الخامسة من عمره على دراسة الة الكمان والبيانو . وفي سن السادسة عشرة وضع الحاناً من المارشات والتحولات بأسم
(Variations)
وفي سن السادسة عشر تقابل مع هايدن وموتسارت حتى أعجبا بنبوغه وعبقريته ، وقال موتسارت جملته المأثورة ( أهتموا بهذا الصبي فسيكون حديث العالم في المستقبل) . وعندما بلغ الثلاثين من العمر سلك حياته كمؤلف له آسلوب خاص . يختلف به عن هايدن وموتسارت . ويرجع هذا الآسلوب الجديد من النظريات التي اقتبسها بيتهوفن من كليمنتي وكروبيني ، وتتجلى لنا أ عمال بيتهوفن كالصرح العظيم شيد فوق تسع سيمفونيات . احب بيتهوفن أ لة البيانو وكتب لهذه الآلة عددا من السيمفونيات والسوناتة وكثيرا ما كان بيتهوفن يقوم بنزهات في الريف .
وبذلك عرف كيف يعبر عن الطبيعة بشاعرية حميمية . كانت حالته المادية قاسية . وكان نجاحه عظيما ولاكن الربح كان قليلا . وزادها مرارة عندما أصيب به من صمم مبكر ويعتبر بيتهوفن مرحلة انتقال ونقطة وصل بين العصر الكلاسيكي والعصر الرومانتيكي . توفي عام 1827 اثناء عاصفة ثلجية ، وكأن الطبيعة أرادت أ ن تودع ابنها الموسيقار الألماني العظيم في جو من موسيقاه العاصفة الحزينة يحوطه الأجلال بالتقدير .
ومن أشهر الموسيقيين الألمان القدامى قاطبة . هو يوهان سيبستيان باخ الذي تعتبر أعماله القواعد الراسخة لكل ما صدر من كتب خاصة بمفاتيح البيانو . عمل باخ أستاذا وعازف أرغن ورئيسا لجوق الكنيسة وترك عدداً من الأعمال الموسيقية الخاصة بالأرغن . وله مؤلفات موسيقية مميزة بألة كلافيسان والتي تعزف اليوم على الة البيانو . وكان ولده كارل فيليب إيمانويل باخ عازفا ومبدعا أشتهر بسوناتة والذي اتبع أثار والده . وعمل على إذاعة فنه في الآوساط الموسيقية . وقد درس مؤلفات أبيه دراسة وافية حتى أبتدع هذا القالب .
اما الموسيقار ولفغانغ أماديوس موزارت النمساوي الآصل لقد ألف عددا من المقطوعات الجميلة على آلة الكلافيسان وهو في سن الخامسة من عمره قام بتأليف قطعة صغيرة عزفها بنفسه . ولد في النمسا في مدينة سالتربورغ . ولقب بطفل المعجزات . وفي روما انعم عليه البابا لقب سام من أ لقاب الكنيسة ( أماديوس ) أي المحبوب ‘ وأقترن هذا اللقب مع اسمه . عام 5871 تقابل مع هايدن وأهداه بعض مؤلفاته الرباعية تخليدا لمأثره الجليلة على السيمفونية . وفي عام 1786 تعرف على الموسيقار بيتهوفن وقال جملته المأثورة بحق بيتهوفن وهي ُ ُ أهتموا بهذا الصبي ، فسيكون حديث العالم في المستقبل‘‘ وكان بيتهوفن وقتئذ في السادسة عشر من العمر . ويعتبر موتسارت أ ول أستاذ لتأليف كونشرتات البيانو ‘ هذه الآلة التي بدأت تحل محل الهاربيسكورد . وقد توفي شاعر الألحان في سن الخامسة والثلاثين بعد أن أ عطى العالم اعمال رفيعة بالموسيقى منها . دون جوان ، والناي السحري ، زواج فيجارو ، ومقطوعات اخرى من نوع الصوناتة والكونشرتو ، والرباعيات الوترية.
و للموسيقار هايدن الذي ألف كثير من السيمفونيات ، والقصائد الدينية بمصاحبة ألاوركسترا ، وعدد وافر من موسيقى الصالون .
ولد هايدن في إ حدى قرى النمسا وهو من عباقرة الفن ويعتبر أ ول من تطور بالسيمفونية إلى إطار فني جديد ، وقد كرم من قبل نبلاء فيينا وأ جلسوه في مرتبة الشرف عندما استمعوا إلى قصيدته الدينية ( الخليقة) وفي حفل التكريم أقبل بيتهوفن منحنيا بين يدي هايدن والدموع تترقرق في عينيه من شدة الفرح والأعجاب .
وكانت موسيقاه تمتاز بأسلوب كلاسيكي بحت ، يعبر عن البساطة والصفاء ، والابتعاد عن واقع الحياة ومأسيها . ومن مأثر هايدن على الموسيقى هو أنه آدخل المينويت على السيمفونية، وقد قسم الآوركسترا إلى أقسام بتبادل الحوار بين كل من ألات النفخ والأوتار بدلا من أشتراكهما سويا في نفس اللحن كما كان يفعل باخ .
وقد ابتدع أيضا الرباعيات وأختار لها الآلات التي تكونها وتتلائم مع موسيقاها .
كما رافق ألة الكلافيسان الموسيقار الفرنسي فرانسو كوبران ، الذي كتب لنا اربعة كتب خاصة بهذه الآلة أسماها أوردر ومن ضمنها مقطوعات تمتاز بأسلوب لبق وموجز يتسم بلمسات ذات طابع فرنسي واضح .
وكذلك الموسيقار الآيطالي باسكيني الذي يعتبر من أمهر العازفين لهذه الآلة وكذلك مؤلف
( المتتابعات الراقصة المعروفة باسم ( سزيت دي دانس ) وهي مقطوعات مشرقة تمتاز برشاقة الآسلوب وبتعبير أصيل مبتكر .
ومن الموسيقيين المعروفيين بأعمالهم الدرامية الجميلة وتوافقاته البارعة فقد كان عازفا مشهورا على آلة الكلافيسان هو الموسيقار الفرنسي رامو وتشهد أعماله على أسلوبه الفرنسي الكلاسيكي .
اما من فطا حل الموسيقيين على آلة البيانو في العصر الرومانتيكي
فهو الموسيقار شوبان ولد من آب فرنسي وآم بولندية ، آحب الموسيقى منذ الصغر ، مما آخذ الوالد على عاتقه أن يتعهد طفله بدراسات أولية على آلة البيانو .وقد ظهرت
مواهب الفنان الصغير في سن التاسعة عندما عزف في حفلة عامة وصفقت له الجماهير وأغدقت عليه الهدايا .وفي حفلة أخرى أقيمت في العام التالي بفارسوفيا سمعته فنانة إيطالية تدعى ( أنجليكا كتلاني) ، فتملكتها ألحان شوبان الساحرة ، وأهدته ساعة ذهبية نقش عليها ( ذكرى وتقديرا من السيدة كتلاني إلى فردريك شوبان في سن العاشرة ). لقد كرس شوبان حياته للبيانو ، فلم يتعلم آلة موسيقية أخرى كما فعل موزارت وبتهوفن وكان في أسلوبه الفني ميالاً إلى عدم التقيد بالقواعد الموسيقية ، ولم يكن أحد يستطيع مجاراته في قوة الأرتجال المبتكر . فكان حقا شاعر البيانو يلمس هذه الآلة بإحساس عميق ومؤلفاته تكشف لنا عن روح حالمة رقيقة مشبوبة بالعاطفة . وكان طابع ألحانه يتفق وروحه الصافية النقية ، ينتقل من نغمات الحب إلى نغمات السرور ، ومنها إلى حزن وألام ، ثم يعرج إلى ألحان الغزل ...وهكذا كانت موسيقاه تمتاز حقا بروح جيدة في معناها ومبناها . وقد كتبت عنه مجلة المسرح التي تصدر في فيينا . ُُ ُ إنها مفاجأة سارة للجمهور حينما سمع هذا الشاب العبقري شوبان ، أن الحانه ليست بديعة فحسب بل هناك نبوغ فني ومعجزة جبارة سواء في عزفه أو في إرتجاله الألحان النقية العاطفية‘‘. ومن مؤلفاته ( الكونشرتو والبولونيز والنوركتون والمارش الجنائزي ,
اما الموسيقار روبرت شومان ولد في مدينة زويكو في المانيا لأسرة بورجوازية مثقفة تملك مكتبة لبيع الكتب الأدبية فأصبح أول موسيقى رومانسي متمكن من النصوص الأدبية الفلسفية . لقد تتلمذ على يد فردريك فيك عازف البيانو الشهير ثم تزوج أبنته . وكان في أسلوبه تنطبع موسيقاه بألحان رومانتيكية مستلهمة من قصائد شعرية . وكانت شخصية زوجته (كلارا) لها القوة الفعالة في استقبال شومان ألحان جميلة مليئة بالحب والخيال . ولكن مرض الجنون الذي ورثه عن عائلته جعله يصاب بنوبات عصبية حتى آنه قفز يوما في نهر الراين ونجا بأعجوبة . توفي في عام 1856 في مدينة أدونييخ . وهو عصري جداً في تأليفه . ومن مؤلفاته منها سيمفونيتين وألحان رومانتيكية منها ( مانفريد ، والكرنفال،ورباعيات )
وللموسيقار شوبرت ايضا حظا في هذه الآلة ويعتبر من أمهر العازفين على هذه الآلة الوديعة وهو من فطاحل العصر الرومانتيكي آيضاً ظهرت مواهبه في سن السادسة عشر عند وضع أول سمفونياته ، التي بلغت صفحاتها الخمسة والثلاثين . وتجلت مواهبه بصورة خاصة في تلحين الآغاني الآلمانية . فكان طابعه يمتاز بوضع خاص تتوافر فيه التعبيرات الصوتية . كما كانت الاغاني متوافقة مع مقاطع الشعر ومعانيه . وكان مخلصاً من كل جوارحه الى فن بيتهوفن الرومانتيكي العميق وفي إحدى المناسبات عرضت بعض الحان شوبرت على بيتهوفن الذي قال جملته المأثورة ( أن صاحب هذه الآلحان شخصية روحية تستضيء بقبس من النور الآلهي). وعندما توفي بيتهوفن كان شوبرت ضمن حملة المشاعل في جنازته ، بل كان اسم بيتهوفن أخر كلمة نطق بها شوبرت آثناء آحتضاره في النفس الآخير من أنفاسه ، كما آوصى أن تدفن جثته بجانب بيتهوفن ونفذت وصيته . وتوفي في سن مبكرة لايتجاوز الثانية والثلاثون ولاكنه خلف وراءه تراثاً فنيا من الألحان ومن مؤلفاته تسع سمفونيات وعدد من الصوناتة وألآلحان التي بلغ عددها حوالي 1634 أغنية . ومن آشهرها السرنادة المعروفة بأسمه ، والأنشودة الكنسية تحت عنوان Ave Maria) ) ، أي أنشدك ( الرحمة يامريم )وقصائد عديدة .
أما الموسيقار فرانز ليست فقد كان معجزة زمانه ولآعماله صدى عميق في قلوب محبيه وهو موسيقار بلغاري الآصل ، تأثر بألحان بجانيني ، فطبق أسلوبه العنيف على ألة البيانو ، ومن قصائده المقدمات ، وتاسو ، وما يسمع فوق الجبل ومن المؤلفات الأخرى الرابسوديهات الهنكارية وكونشرتو للبيانو .
أخر الموسيقيين الرومانتيكيين الآلمان على هذه الآلة هو العازف الماهر الكبير يوهان برامس الماني الآصل تمتاز موسيقاه بالروح الرومانتيكية في صيغة كلاسيكية بحته . ومن آعماله أربع سمفونيات ، وكونشرتات ، وصوناتان للكمان والبيانو ، والكثير من موسيقى الصالون .
ومن اشهر الموسيقيين المشهورين والذين ألفو مقطوعات موسيقية لآلة الكلافيسان وتعتبر مؤلفاته من قمة الموسيقى هذا العبقري الكبير ومؤلف السيمفونيات التي تحركنا وتسيرنا دائما وتعتبر أ عظم ما أ نتجته اليد البشرية حتى وقتنا هذا . هو لودفيج فان بيتهوفن ، ولد في المانيا عام 1770 من عائلة موسيقية فتلقن دروسه على يد أ بيه وقد عكف منذ الخامسة من عمره على دراسة الة الكمان والبيانو . وفي سن السادسة عشرة وضع الحاناً من المارشات والتحولات بأسم
(Variations)
وفي سن السادسة عشر تقابل مع هايدن وموتسارت حتى أعجبا بنبوغه وعبقريته ، وقال موتسارت جملته المأثورة ( أهتموا بهذا الصبي فسيكون حديث العالم في المستقبل) . وعندما بلغ الثلاثين من العمر سلك حياته كمؤلف له آسلوب خاص . يختلف به عن هايدن وموتسارت . ويرجع هذا الآسلوب الجديد من النظريات التي اقتبسها بيتهوفن من كليمنتي وكروبيني ، وتتجلى لنا أ عمال بيتهوفن كالصرح العظيم شيد فوق تسع سيمفونيات . احب بيتهوفن أ لة البيانو وكتب لهذه الآلة عددا من السيمفونيات والسوناتة وكثيرا ما كان بيتهوفن يقوم بنزهات في الريف .
وبذلك عرف كيف يعبر عن الطبيعة بشاعرية حميمية . كانت حالته المادية قاسية . وكان نجاحه عظيما ولاكن الربح كان قليلا . وزادها مرارة عندما أصيب به من صمم مبكر ويعتبر بيتهوفن مرحلة انتقال ونقطة وصل بين العصر الكلاسيكي والعصر الرومانتيكي . توفي عام 1827 اثناء عاصفة ثلجية ، وكأن الطبيعة أرادت أ ن تودع ابنها الموسيقار الألماني العظيم في جو من موسيقاه العاصفة الحزينة يحوطه الأجلال بالتقدير .
ومن أشهر الموسيقيين الألمان القدامى قاطبة . هو يوهان سيبستيان باخ الذي تعتبر أعماله القواعد الراسخة لكل ما صدر من كتب خاصة بمفاتيح البيانو . عمل باخ أستاذا وعازف أرغن ورئيسا لجوق الكنيسة وترك عدداً من الأعمال الموسيقية الخاصة بالأرغن . وله مؤلفات موسيقية مميزة بألة كلافيسان والتي تعزف اليوم على الة البيانو . وكان ولده كارل فيليب إيمانويل باخ عازفا ومبدعا أشتهر بسوناتة والذي اتبع أثار والده . وعمل على إذاعة فنه في الآوساط الموسيقية . وقد درس مؤلفات أبيه دراسة وافية حتى أبتدع هذا القالب .
اما الموسيقار ولفغانغ أماديوس موزارت النمساوي الآصل لقد ألف عددا من المقطوعات الجميلة على آلة الكلافيسان وهو في سن الخامسة من عمره قام بتأليف قطعة صغيرة عزفها بنفسه . ولد في النمسا في مدينة سالتربورغ . ولقب بطفل المعجزات . وفي روما انعم عليه البابا لقب سام من أ لقاب الكنيسة ( أماديوس ) أي المحبوب ‘ وأقترن هذا اللقب مع اسمه . عام 5871 تقابل مع هايدن وأهداه بعض مؤلفاته الرباعية تخليدا لمأثره الجليلة على السيمفونية . وفي عام 1786 تعرف على الموسيقار بيتهوفن وقال جملته المأثورة بحق بيتهوفن وهي ُ ُ أهتموا بهذا الصبي ، فسيكون حديث العالم في المستقبل‘‘ وكان بيتهوفن وقتئذ في السادسة عشر من العمر . ويعتبر موتسارت أ ول أستاذ لتأليف كونشرتات البيانو ‘ هذه الآلة التي بدأت تحل محل الهاربيسكورد . وقد توفي شاعر الألحان في سن الخامسة والثلاثين بعد أن أ عطى العالم اعمال رفيعة بالموسيقى منها . دون جوان ، والناي السحري ، زواج فيجارو ، ومقطوعات اخرى من نوع الصوناتة والكونشرتو ، والرباعيات الوترية.
و للموسيقار هايدن الذي ألف كثير من السيمفونيات ، والقصائد الدينية بمصاحبة ألاوركسترا ، وعدد وافر من موسيقى الصالون .
ولد هايدن في إ حدى قرى النمسا وهو من عباقرة الفن ويعتبر أ ول من تطور بالسيمفونية إلى إطار فني جديد ، وقد كرم من قبل نبلاء فيينا وأ جلسوه في مرتبة الشرف عندما استمعوا إلى قصيدته الدينية ( الخليقة) وفي حفل التكريم أقبل بيتهوفن منحنيا بين يدي هايدن والدموع تترقرق في عينيه من شدة الفرح والأعجاب .
وكانت موسيقاه تمتاز بأسلوب كلاسيكي بحت ، يعبر عن البساطة والصفاء ، والابتعاد عن واقع الحياة ومأسيها . ومن مأثر هايدن على الموسيقى هو أنه آدخل المينويت على السيمفونية، وقد قسم الآوركسترا إلى أقسام بتبادل الحوار بين كل من ألات النفخ والأوتار بدلا من أشتراكهما سويا في نفس اللحن كما كان يفعل باخ .
وقد ابتدع أيضا الرباعيات وأختار لها الآلات التي تكونها وتتلائم مع موسيقاها .
كما رافق ألة الكلافيسان الموسيقار الفرنسي فرانسو كوبران ، الذي كتب لنا اربعة كتب خاصة بهذه الآلة أسماها أوردر ومن ضمنها مقطوعات تمتاز بأسلوب لبق وموجز يتسم بلمسات ذات طابع فرنسي واضح .
وكذلك الموسيقار الآيطالي باسكيني الذي يعتبر من أمهر العازفين لهذه الآلة وكذلك مؤلف
( المتتابعات الراقصة المعروفة باسم ( سزيت دي دانس ) وهي مقطوعات مشرقة تمتاز برشاقة الآسلوب وبتعبير أصيل مبتكر .
ومن الموسيقيين المعروفيين بأعمالهم الدرامية الجميلة وتوافقاته البارعة فقد كان عازفا مشهورا على آلة الكلافيسان هو الموسيقار الفرنسي رامو وتشهد أعماله على أسلوبه الفرنسي الكلاسيكي .
اما من فطا حل الموسيقيين على آلة البيانو في العصر الرومانتيكي
فهو الموسيقار شوبان ولد من آب فرنسي وآم بولندية ، آحب الموسيقى منذ الصغر ، مما آخذ الوالد على عاتقه أن يتعهد طفله بدراسات أولية على آلة البيانو .وقد ظهرت
مواهب الفنان الصغير في سن التاسعة عندما عزف في حفلة عامة وصفقت له الجماهير وأغدقت عليه الهدايا .وفي حفلة أخرى أقيمت في العام التالي بفارسوفيا سمعته فنانة إيطالية تدعى ( أنجليكا كتلاني) ، فتملكتها ألحان شوبان الساحرة ، وأهدته ساعة ذهبية نقش عليها ( ذكرى وتقديرا من السيدة كتلاني إلى فردريك شوبان في سن العاشرة ). لقد كرس شوبان حياته للبيانو ، فلم يتعلم آلة موسيقية أخرى كما فعل موزارت وبتهوفن وكان في أسلوبه الفني ميالاً إلى عدم التقيد بالقواعد الموسيقية ، ولم يكن أحد يستطيع مجاراته في قوة الأرتجال المبتكر . فكان حقا شاعر البيانو يلمس هذه الآلة بإحساس عميق ومؤلفاته تكشف لنا عن روح حالمة رقيقة مشبوبة بالعاطفة . وكان طابع ألحانه يتفق وروحه الصافية النقية ، ينتقل من نغمات الحب إلى نغمات السرور ، ومنها إلى حزن وألام ، ثم يعرج إلى ألحان الغزل ...وهكذا كانت موسيقاه تمتاز حقا بروح جيدة في معناها ومبناها . وقد كتبت عنه مجلة المسرح التي تصدر في فيينا . ُُ ُ إنها مفاجأة سارة للجمهور حينما سمع هذا الشاب العبقري شوبان ، أن الحانه ليست بديعة فحسب بل هناك نبوغ فني ومعجزة جبارة سواء في عزفه أو في إرتجاله الألحان النقية العاطفية‘‘. ومن مؤلفاته ( الكونشرتو والبولونيز والنوركتون والمارش الجنائزي ,
اما الموسيقار روبرت شومان ولد في مدينة زويكو في المانيا لأسرة بورجوازية مثقفة تملك مكتبة لبيع الكتب الأدبية فأصبح أول موسيقى رومانسي متمكن من النصوص الأدبية الفلسفية . لقد تتلمذ على يد فردريك فيك عازف البيانو الشهير ثم تزوج أبنته . وكان في أسلوبه تنطبع موسيقاه بألحان رومانتيكية مستلهمة من قصائد شعرية . وكانت شخصية زوجته (كلارا) لها القوة الفعالة في استقبال شومان ألحان جميلة مليئة بالحب والخيال . ولكن مرض الجنون الذي ورثه عن عائلته جعله يصاب بنوبات عصبية حتى آنه قفز يوما في نهر الراين ونجا بأعجوبة . توفي في عام 1856 في مدينة أدونييخ . وهو عصري جداً في تأليفه . ومن مؤلفاته منها سيمفونيتين وألحان رومانتيكية منها ( مانفريد ، والكرنفال،ورباعيات )
وللموسيقار شوبرت ايضا حظا في هذه الآلة ويعتبر من أمهر العازفين على هذه الآلة الوديعة وهو من فطاحل العصر الرومانتيكي آيضاً ظهرت مواهبه في سن السادسة عشر عند وضع أول سمفونياته ، التي بلغت صفحاتها الخمسة والثلاثين . وتجلت مواهبه بصورة خاصة في تلحين الآغاني الآلمانية . فكان طابعه يمتاز بوضع خاص تتوافر فيه التعبيرات الصوتية . كما كانت الاغاني متوافقة مع مقاطع الشعر ومعانيه . وكان مخلصاً من كل جوارحه الى فن بيتهوفن الرومانتيكي العميق وفي إحدى المناسبات عرضت بعض الحان شوبرت على بيتهوفن الذي قال جملته المأثورة ( أن صاحب هذه الآلحان شخصية روحية تستضيء بقبس من النور الآلهي). وعندما توفي بيتهوفن كان شوبرت ضمن حملة المشاعل في جنازته ، بل كان اسم بيتهوفن أخر كلمة نطق بها شوبرت آثناء آحتضاره في النفس الآخير من أنفاسه ، كما آوصى أن تدفن جثته بجانب بيتهوفن ونفذت وصيته . وتوفي في سن مبكرة لايتجاوز الثانية والثلاثون ولاكنه خلف وراءه تراثاً فنيا من الألحان ومن مؤلفاته تسع سمفونيات وعدد من الصوناتة وألآلحان التي بلغ عددها حوالي 1634 أغنية . ومن آشهرها السرنادة المعروفة بأسمه ، والأنشودة الكنسية تحت عنوان Ave Maria) ) ، أي أنشدك ( الرحمة يامريم )وقصائد عديدة .
أما الموسيقار فرانز ليست فقد كان معجزة زمانه ولآعماله صدى عميق في قلوب محبيه وهو موسيقار بلغاري الآصل ، تأثر بألحان بجانيني ، فطبق أسلوبه العنيف على ألة البيانو ، ومن قصائده المقدمات ، وتاسو ، وما يسمع فوق الجبل ومن المؤلفات الأخرى الرابسوديهات الهنكارية وكونشرتو للبيانو .
أخر الموسيقيين الرومانتيكيين الآلمان على هذه الآلة هو العازف الماهر الكبير يوهان برامس الماني الآصل تمتاز موسيقاه بالروح الرومانتيكية في صيغة كلاسيكية بحته . ومن آعماله أربع سمفونيات ، وكونشرتات ، وصوناتان للكمان والبيانو ، والكثير من موسيقى الصالون .
تاريخ الة العود
تعد الة العود من أهم الالات العربية المحببة الى نفس ووجدان واذان الشعب العربي، بل ويمكن القول بأنها واحدة من اقدم الالات الموسيقية في العالم।
والعود لفظ عربي معناه الخشب، وهو الة شرقية عرفت في الممالك القديمة وهو من أهم الالات العربية في التخت العربي الشرقي، كما يستخدم في الانفرادي أو الجمتاعي لمصاحبة الغناء، وتعتمد علية معظم الملحنين العرب عند أغانيهم وتحفيظها ايضا ، وقد كان للعود منزلة ومكانة كبيرة عند العرب، ففي سماعه نفع للجسد وتعديل النفسية.
وفي إختراع آلة العود أقوال كشيرة اختلف فيها الوؤرخون وتباعدت مذاهبهم وتباينت استدلالاتهم، فمنهم من قال أن أول من اخترعه هو " لامك بن متوشاح بن محويل بن عياد بن اخنوخ بن قايين بن آدم عليه السلام" ومنهم من قال ان أول من صنعه " نوح عليه السلام " وفقد اثناء الطوفان، وقيل اول من صنعه " جمشيد " وهو ملك من ملوك الفرس وأسماه (البربط) ، وقيل إنه في عهد داوود عليه السلام استخرج وهذب وضرب به، وذكر العلماء أن العود الذي كان يضرب به لم يزل بعد وفاته معلقا ببيت المقدس الى حين تخريب القدس.
وإذا كانت المصادر العربية قد جعلت " لامك " هو مخترع العود فإن التوراة تخعل " يوبال بي لامك " من سلالة قايين بن آدم أبا لكل ضارب على العود والمزمار . واتفق بعض الكتاب من العرب والفرس ممن كتبوا عن الموسيقا وتحدثوا عن العود أن العود جاءهم من اليونان فبعضهم يرى أن " فيثاغورث " نفسه والذي يلقبونه بمناظر ( سليمان الحكيم ) هو الذي أخترعة بعد أن اكتشف توافق الاصوات الموسيقية ،والبعض الاخر يعزو هذا الاختراع الى " أفلاطون " ويزعمون
انه كان ينوم سامعيه إذا عزف من مقام معين ثم يغير المقام فيوقظهم ، ونسبت هذه القدره الى " الفارابي " ايضا حيث أبى أصحاب التعليلات اللغوية إلا أن يسهموا في تلك الاساطير، فزعم فزعم بعضهم حينسئل عن تاريخ آلة العود قال: إن أبا نصر الفارابي الفيلسوف المعروف صنع عود لما مات ابوه فكان مخترعه الاول ولم يثقب له وجه فإذا به عند العزف أخرس خال من كل رنين ثم حدث ان قرض الفأر وجه العود فأحدثت به فتحة أكسبت صوته فخامه ورنين فسر أبو نصر واعتز بصنع الفأر الذي دله على هذا الاكتشاف.
أصل العود:-
في الأصل كانت أوتار العود من خيوط الأمعاء، لكن اليوم استبدلت بالنايلون؛ هناك قد يكون بعض لكن تقريبا كلّ العازفون يستعملون بعض أنواع المركّبات الصناعية. تستعمل نايلون عالي النوعية مثل الذي يستعمل أوتار القيثارة. إنّ الأوتار التركية هي من النوعية الجيدة، أما الأوتار العربيةـ تتفاوت الأفضلية من وتر إلى آخر في الصناعة ولكن كلّ دون المستوى في النغمة حتى الأوتار التركية. أوتار العود المصرية الجديدة ملوّنة صاخبة جدا لفّت بالنايلون.
والثابت تاريخياً ان آلة العود من الآلات الوترية التي عرفتها الممالك القديمة، وقد استعملها قدماء المصريين منذ أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، وبالرغم من تضارب الآراء حول أصل آلة العود فاننا نجد أن كثيراً من الكتاب يحددون بوضوح أن آلة العود قد انتقلت الى اروبا من بلاد الشرق.
وقد كانت آلة العود الرئيسية في الحضاره العربية واحتل عازفوها مكانة مرموقة ومنزلة لدى حكامها، ثم انتقلت آلة العود الي اروبا بعد فتح العرب لبلاد الاندلس، وفتح العرب لجزيرة صقلية، وايضاً الحروب الصليبية التي شنتها أروبا على العرب فيما بين القرنين الحادى عشر والثالث عشر.
وظلت آلة العود بصورتها العريقة لفتره ثم ادخل عليها الكثير من التعديلات لتتناسب مع الموسيقا الاروبية المتعددة التصويت، وقامت على هذه الآلة نهضة موسيقية غنائية، وكان لها دور اساسسي في التدوين الموسيقى، فقد بنى الفلاسفة بآلة العود أمثال الكندى، والفارابي، وابن سينا نظرياتهم الموسيقية مستعينين بآلة العود كأساس لها، كما استعان صفى الدين الأرموى بالعود في طريقة التدوين الجدولى.
وقد ازدهرت آلة العود في الماضي في القرون الوسطى في أروبا، وخاصة في عصر النهضة (العصر الذهبي للعود)، حيث بلغت الآلة الذروة في تطويرها.
تاريخ آلة العود
أولاً: العود في الحضارات القديمة.
العود في مصر الفرعونية [ الدولة الحديثة (1600 ق.م – 200م)]:
عرف قدماء المصريين في الدولة الحديثة آلة العود بفصيلتها وهي
1- العود ذو الرقبة القصيره: وهي فصيلة عود يشبه العود المستعمل في مصر في الوقت الحاضر، وكان ذلك العود عباره عن آلة ذات صندوق بيضاوي الشكل غالباً رقيق الجدران، وقد عثر في مدافن طيبة على عود من هذا النوع، ويدق على الأوتار بريشة من الخشب كانت تعلق بحبل في العود.
2- العود ذو الرقبة الطويلة: أما الفصيلة الثانية فهي فصيلة تشبه الطنبور والبزق كان برقبتها علامات تبين عفق الأصابع على الأوتار، وهي ما يسميه العرب (بالدساتين) ، والصندوق بيضاوي في الغالب، وقد يكون أحياناً على شكل خماسى أو سداسى، وطريقة استعمال هذه الآلة أنها كانت تحمل على الصدر أو توضع رأسية كما في الرباب المصري، ويعد ظهور تلك الآلة على النحو الذي سبق توضيحه دليلاً على ما بلغته المدنية الموسيقية عند قدماء المصريين في ذلك العهد لأن تلك الآلة تعد من أرقى الآلات الوترية التي يتم العفق عليها لاخراج مختلف الدرجات الصوتية ، تويدل على أن هذا النوع من الآلات هو نهاية ما وصلت اليه الدنية الموسيقية.
العود في آشور وبابل (حكمت أسرهم الأولى ابتداء من عام 1720 ق.م ):
العود في اشور امتاز بكثرة دساتينه، وكان كبير الشبه بالنقوش التي ظهرت لألة العود عند قدماء المصريين، وكان العود ذو الرقبة الطويلة يسمى (بالطنبور الآشورى ) وتلك الآلة ما زالت موجودة في نفس المنطقة الي الآن، وبنفس الشكل والاسم، ومنتشرة في كل من سوريا ولبنان والاردن وتركيا.
العود في بابل: لقد كانت بابل وسومر وما حولهما من البلاد أول من عرف العيدان أو الالات الوترية ذات الرقبة التي لا تصدر أصواتها بالانتقال من وتر لآخر ، بل بالضغط على الوتر (العفق) أي تقصير الوتر عند مواضيع مختلفة.
العود في بلاد فارس (550 ق.م – 330 ق.م):
ما هو ثابت تاريخياً ان الفرس قد احتلو مصر الفرعونية، وقد نقلوا من حضارتها الكثير من الفنون والعلوم، وكان العود والبزق أو الطنبور من الالات التي نقلوها الي بلادهم الي جانب الالات الموسيقية الاخرى كالناى والجنك (وهي آله الهارب الفرعونية ) وشاع استخدام آلة العود والطنبور وكان العود يسمى عندهم (بالبربط) وكان جسم العود عند الفرس أقرب الى الضيق والصغير وقد ازدهر العود في بلاد فارس واحتل مكانة عظيمة فيها نظراً لازدهار الموسيقا وتقدمها حضارياً على بلاد العرب في الفنون الموسيقية بعد ان تبوأت مكان الزعامة بعد المدنيات المصرية الفرعونية والآشورية.
نورا طارق